وبالنسبة إلى مشجعي ومسؤولي النادي الكتالوني، رحيل الهداف الأرجنتيني أمر غير وارد وغير ممكن وممنوع لان ميسي في برشلونة "أكثر من ناد وأكثر من لاعب".
لكن هذه التأكيدات في ملعب "نو كامب" منذ أيام لا تلتقي مع التصريحات الأخيرة للنجم الأرجنتيني حول مستقبله في مقاطعة كاتالونيا لا سيما أنه معروف بقلة الكلام.
وفاجأ ميسي الجميع قبيل توزيع جوائز الاتحاد الدولي (فيفا) الاثنين في زيوريخ عندما صرح "لا أعلم أين سأكون العام المقبل. لقد أكدت دائما اني أريد أن أنهي مسيرتي الاحترافية مع برشلونة قبل العودة إلى نيولز أولد بويز(نادي مدينة روزاريو مسقط رأسه)، لكن كل شيء قابل للتغيير في كرة القدم".
واستدرك النجم الأرجنتيني الموقف بعيد حفل توزيع الجوائز مطمئنا "أنها مجرد طريقة في الكلام.. لا أفكر في الرحيل على الاطلاق".
عام قاس
وسبق أن استخدم ميسي هذه الطريقة لتكرار فكرته أو خطابه الرسمي بعد أن قام بذلك عقب الفوز الكبير على أتلتيكو مدريد 3-1 الأحد عندما أكد أن "لا نية له بترك ناديه"، واصفا ب"الأكاذيب" ادعاءات بعض الصحف التي أشارت إلى وجود مفاوضات بين والده ووكيل اعماله مع تشيلسي ومانشستر سيتي الإنجليزيين.ومن خلال الظلال التي تركها حول مستقبله، افصح الأرجنتيني عما يدور في خاطره بعد عام قاس على الصعيد الشخصي توزعت فيه همومه بين الإصابات والضرائب المتراكمة وعدم الانجازات الرياضية حيث فشل في احراز اي لقب وفي اعتلاء منصة التتويج في مونديال 2014.
يضاف إلى كل ذلك الوضع الدقيق حاليا في برشلونة من خلال العلاقات المتوترة بينه وبين المدرب إنريكي والتي وصفتها الصحافة الكتالونية ب"العاصفة أن لم تكن جليدية".
وبدت علامات ذلك واضحة على وجه ميسي من خلال الابتسامة "المصطنعة" عندما استمع إلى المديح في الرسالة الموجهة اليه من إنريكي خلال حفل توزيع جوائز الفيفا.
وكان ميسي استهجن وضعه من قبل المدرب على مقاعد الاحتياط في المباراة التي خسرها برشلونة أمام ريال سوسييداد بهدف نظيف الأسبوع قبل الماضي، وسارع بعد ذلك إلى نفي ما تسرب عن مطالبته "بإقالة المدرب"قبل أن يعتذر في اليوم التالي عن الالتحاق بتدريبات الفريق بسبب آلام في المعدة، وهو ما رأى البعض فيه "اعتذارا دبلوماسيا".
انتخابات
بالنسبة إلى المسؤولين في برشلونة، يشكل ترشيح الرئيس جوزيب ماريا بارتوميو لخلافة نفسه والحال النفسية للنجم الأرجنتيني مصدر قلق كبير قبل أشهر من الانتخابات المسبقة خصوصا أن النادي الكتالوني يعاني من أزمة داخلية.وترافق كل ذلك مع موسم خال من أي لقب وعقوبات بالحرمان من شراء اللاعبين حتى كانون الثاني/يناير 2016بسبب مخالفته لقوانين الفيفا ما أدى إلى إقالة المدير الرياضي أندوني زوبيزاريتا، الإقالة التي استدعت تلقائيا استقالة مساعده الرمز السابق للنادي كارليس بويول.
وفي هذا السياق، يبقى ميسي الورقة الرابحة الكبرى بالنسبة إلى أعضاء مجلس الإدارة من أجل أن يعاد انتخابهم من قبل الأعضاء ال150 الفا.
وفي حال وجد مجلس الإدارة نفسه بين خيارين في هذا الصراع القائم بين اللاعب والمدرب فأنه سيضحي من دون شك بإنريكي وسيحتفظ بميسي الحائز على الكرة الذهبية 4 مرات متتالية بين 2009 و2012.
وتؤكد النتائج الجيدة والمستوى المقنع هذا الموسم لميسي، مهندس وبطل الفوز الكبير على منافسه اتلتيكو مدريد (3-1)، أنه لا يمكن للنادي الاستغناء عن خدماته خصوصا ان برشلونة مستمر بقوة في السباق الى احراز الثلاثية (الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا) ، لكن الانتصارات والالقاب هي التي تداوي في الغالب آلام اللاعبين وتحل جميع مشاكلهم.
Aucun commentaire: